سنكمل حديثنا عن حب الله لنا فتحدثنا في الأسبوع الماضي عن كيفية رعاية الله لنا وأنه يعطينا الهواء والماء والجسد والصحة
وتخيلوا لو أن الهواء يباع فكيف سيصبح سعرهـ مع ارتفاع الأسعار وهل الجميع سيتطيعوا الحصول عليه أتوقع أنه ربما تحتكره
شركات أو تقلد صناعته بعض الدول وتصنع هواء رديء بسعر رخيص وربما يصنعوا به شيئاً لا يخطر على بالنا فالحمد لله الذي جعل
الهواء لنا في كل مكان فمن حبه ورحمته بنا جعله متوفر هل تعملون لماذا؟ لأن الهواء أكثر شيء يحتاجه الإنسان أكثر من الطعام
والشراب لذلك تجده متوفر وفي كل مكان والجميع يستطيع الحصول عليه غنياً كان أو فقيراً ملكاً أو رِّقاً رجلاً أو امرأة صغير أو كبير
وكم من البشر من لا يستطيع التنفس ويجلس سنوات في المستشفى ولا يستطيع التحرك إلا بالتنفس الصناعي فالحمد لله على حبه
الحمد لله فهل شكرناهـ على أبسط نعمة أعطانا إياها؟؟
وأعظم وأجل حب رأيته من الله لنا،،وقبل أن أقوله اسمعوا هذه القصة –خيالية- لو سمعت أن هناك رجلاً يفرج الهموم،ينفس الكربات ،
يعطي، يرزق و لكن لا يأتي إلا مرة واحدة كل خمسة سنوات لمدة ساعة فقط فكم من المتوقع عدد الحاضرين من بني البشر في ذلك
اليوم الذي يخرج فيه هذا الرجل أنا عن نفسي أتوقع الألآف بل الملايين وسيسافرون له من أقصى الأرض وشرقها كل الفئات و أعتقد
الملوك والوزراء والفنانين ووغيرهم..ولو قارنا أو بمعنى آخر عشنا الواقع ولله المثل الأعلى تأملوا حب الله لنا وأي حب ما أعظمه
وأجله وأقدسه رغم كل ما نفعله في الليل والنهار في السر والعلانية ينزل الله سبحانه وتعالى إلينا كل يوم ينزل إلى السماء الدنيا لماذا؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ نَزَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : " هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ
لَهُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " . فأي حب أعظم من هذا الله بجلاله وقوته وعظيم سلطانه
وهو الغني عنا ونحن الفقراء إليه نحن المحتاجين له ينزل لأجل أن يسمعنا وسبحانه قادر على أن يسمعنا من فوق سبع سماوات فقال
سبحانه {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الشعراء220 ولكن ينزل تشريفاً وتعظيماً وحباً لنا وينزل كل يوم ليس يوماً واحداً كل شهر أو أسبوع
أو سنة كل يوم ورغم أنه ينزل ليستجيب لنا وهو قادر أن يسمعنا من فوق سبع سماوات أيضاً جعل لنا أوقات استجابة ففي اليوم الواحد
غير نزول الله في آخر الليل يوجد أكثر من موضع تستجاب في الدعوة بعد الانتهاء من الصلاة المفروضة،،في السجود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ" و بين الأذان
والإقامة،إذا صمت إثنين أو خميس فإن دعوة الصائم مستجابة علاوة على ذلك إذا مر رمضان أو يوم عرفة أو عاشوراء..وساعة
الاستجابة يوم الجمعة و..و.. غيرها هذا الذي يحضرني الآن .. وقال سبحانه :{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60
فالذي لايدعوه متكبر وله ويتوعده الله فأي حب أقدس من هذا وأي لطف وكرم فسبحانه سهل لنا كل الطرق يتودد إلينا يردينا أن
ندعوهـ ونحبه ونتقرب إليه فهل نستحق هذا الحب رغم كل ذنوبنا ؟؟
(اللهم إنا نسألك القرب إليك)
(اللهم إنا نسألك حبك وحب من ينفعنا حبه عندك،،اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجلعه قوة لنا فيما تحب ،،وما زويت عنا مما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب)
(اللهم إنا نسألك الشوق إلى لقائك ولذة النظر إلى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة)
(اللهم إنا نسألك حبك وحب عمل يقربنا إليك)